تحتضن المدينة العتيقة بسوسة، المُدرجة على لائحة التراث العالمي، داخل قلعتها
(القصبة
) ، المتحف الأثري الجديد لهذه المدينة.

وقد تم تخصيص القاعة الكبرى المقباة، الواقعة بمدخل المتحف، لتقديم لمحة عن تاريخ منطقة الساحل وأبرز معالمها ، خلال الفترة المتراوحة بين العصور القديمة و العصر الإسلامي.
وتصل مساحة قاعات المتحف، المقامة تحت أرضية الفناء الأكبر للقصبة، الى نحو ألفي متر مربع، وتغمرها أضواء طبيعية واصطناعية تساهم في إبراز المجموعات المتحفية و خلق مناخات العرض، التي سعى المصممون الى إحداثها في مختلف الأجنحة. وتتكون مجموعات المتحف من اللوحات الفسيفسائية والمنحوتات والأثاث الجنائزي والتماثيل والمسلاّت والنصب النذرية الحجرية، والأثاث الجنائزي، وهي متأتية من مختلف المواقع الأثرية بمنطقة الساحل في العصور القديمة.

وقد تم عرض مجموعة الأرضيات الفسيفسائية العائدة الى العصر الروماني إما منزّلة بأرضية القاعة، في مستوى منخفض مقارنة بمستوى حركة الزوار، أو على حوامل قائمة. وتُعدّ هذه المجموعة واحدة من أضخم المجموعات في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتحكي هذه اللوحات الفسيفسائية بألوان نابضة بالحياة وتكوينات فنّية جذابة المعتقدات، والألعاب، والنشاط الفني، وبشكل خاص الحياة اليومية في الحقبة الرومانية.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire